Thursday, 1 May 2008

مركز الصحة الإلكترونية








الهدف مركز الطب

الاتصالي الفضائي


تعتبر
المملكة العربية السعودية الدولة الكبرى في منطقة الشرق الأوسط ، إذ تحتل مساحة
تعادل تقريباً مساحة أوروبا الغربية. وينتشر سكانها البالغ عددهم أربعة عشر مليون
نسمة في كافة مدن وقرى المملكة.


ولقد
حققت المملكة العربية السعودية خلال السنوات العشرين الماضية ، تقدماً هائلاً في
شتى القطاعـات لم تشـهد له مثيلاً في العصـر الحديث، وذلك من خـلال خطط تنموية
طموحـة جـداً. وقد أعطت الدولة ، القطاع الصحي أولوية متقدمة من خلال استثمار مبالغ
طائلة في بناء التجهيزات الأساسية التي تضم أحدث التطبيقات التشخيصية
والعلاجية. كما رافقت هذه الجهود استثمارات لا تقل أهمية باتجاه تنمية الكوادر
الوطنية ، وتدريب السعوديين في مجال الطب والعلوم الطيبة المساعدة. كما تم تشييد
العديد من المراكز الصحية الرئيسة التي تقدم خدمات تضاهي مثيلاتها في أوروبا
وأمريكا الشمالية.


تحرص حكومة المملكة
العربية السعودية على تحقيق مبدأ المساواة في تقديم الخدمات الصحية المميزة
لمواطنيها، بغض النظر عن مكان تواجدهم الجغرافي. وفي ظل التقدم الكبير الذي يشهده
الطب الحديث، مقروناً الطلب المتزايد على الأطباء والجراحين المؤهلين ، كان لا بد
من التفكير بأساليب جديدة وخلاقة تساعد في تحقيق هذا الهدف. ومن هنا جاءت فكرة تبني
الطب الاتصالي الفضائي بغية النهوض بالجودة النوعية للرعاية الضحية ، وتمكين
القاطنين في المناطق النائية من الاستفادة من الرعاية الصحية المتقدمة والمتوفرة في
مستشفى الملك فيصل التخصصي بكل يسر وسهولة.




ما هو الطب الاتصالي
الفضائي وكيف تطور


يمكن
تعريف الطب الاتصالي على أنه استعمال وسائل الاتصالات المختلفة ، مقروناً بالخبرة
الطبية ، لتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية والتعليمية للأفراد الذين يقيمون في
مناطق بعيدة عن المراكز الطبية المتخصصة.


انطلقت
فكرة الطب الاتصالي في الستينيات ، عندما بدأت وكالة الفضاء الأمريكية ((ناسا))
بدراسة التغيرات الفسيولوجية لرواد الفضاء خلال رحلاتهم الفضائية. وقد أثبت العلماء
العاملين في هذه الوكالة إمكانية مراقبة الوظائف الفسيولوجية ، كضغط الدم ، وسرعة
ضربات القلب ، وحرارة الجسم بواسطة الأطباء على الأرض. كما أظهرت بعض التجارب
المبكرة الأخرى إمكانية إجراء التشخيص عن بعد ، ونقل البيانات الطبية مع الحفاظ على
النوعية والتفاصيل.


لقد
تسارع التقدم الحديث في مجال دمج البيانات ، والصور الرقمية ، والبث بإستبانة عالية
عن طريق وسائط الاتصال المختلفة ، مما أدى إلى زيادة في عدد مشاريع الطب الاتصالي
حول العالم. وقد تمثلت أكثر التطبيقات انتشارا في علم الأشعة البعادية ، وعلم
الأمراض البعادي ، والمؤتمرات البعادية الحية.


تقدر
محطات علم الأشعة البعادي ، في الوقت الراهن ، بحوالي 000ر10 محطة تقوم بنقل صور
الأشعة العادية ، وصور التصوير المقطعي المحوسبة ، والأمواج فوق الصوتية ، والتصوير
بالرنين المغناطيسي ، وأفلام الطب النووي دون التأثير على الجودة النوعية
للصور. كما يمكن نقل نتائج مخططات كهربائية الدماغ ، ومخططات كهربائية القلب والصدى
بإستبانة عالية.



أثر الطب الاتصالي على
الممارسة الطبية


يقوم
نظام الطب الاتصالي بتمكين أي طبيب في مركز طبي متخصص ، كمستشفى الملك فيصل التخصصي
ومركز الأبحاث ، من معاينة ومعالجة مرضى في مواقع نائية ومتعددة. أضف إلى ذلك ، أن
باستطاعة ، الأطباء في المملكة العربية السعودية إجراء اتصالات مباشرة مع مجموعات
من الخبراء في مؤسسات صحية متقدمة في دول العالم على سبيل الاستشارة والتشخيص
والمعالجة. كما يمكن من خلال الطب الاتصالي نقل التاريخ والمرضي ، والمشاهدات
المخبرية ، وصور ا"لأشعة السينية وأني معلومات أخرى من ملف المريض بطريقة
سريعة. كما تسمح هذه التقنية بالحصول على آراء كبار المتخصصين من مختلف أنحاء
العالم خلال دقائق أو ساعات. وقد وفر تنوع تطبيقات الطب الاتصالي ، واتساع نطاقها ،
فرصاً هامة ومتعددة للأطباء وغيرهم ن العاملين السريرين ، لمساندة التدابير
والمعالم الطبية للعاملين في القطاع الصحي.



أنواع الطب الاتصالي


‌أ.
النظام الثابت ( صورة ثابتة) :
بث باتجاه واحد ، يخزن ويرسل صوراً ثابتة ، باستخدام وسائط اتصال مختلفة بما في ذلك
خطوط الهاتف التقليدية ، وباستطاعة هذا النظام مساندة علم الأشعة البعادي ، وعلم
الأمراض البعادي.



‌ب.النظام المتحرك ( صورة متحركة) :
بث باتجاهين ، يستخدم الأقمار الصناعية أو الميكروويف أو النقل عن طريق الألياق
البصرية وغيرها من وسائل النقل والشبكات المتقدمة وهذه التقنيات قادرة على مساندة
المؤتمرات الحية ، بالإضافة لعلم الأشعة البعادي ، وعلم الأمراض البعادي وغير ذلك
من نشاطات الطب الاتصالي المطورة كنشاطات علم النفس البعادي وتشخيص الأمراض الجلدية
عن بعد ، وتشخيص أمراض الأطفال والأمراض الجراحية والباطنية الأخرى.



حاجة المملكة العربية
السعودية للطب الاتصالي


إن مستشفى الملك
فيصل التخصصي ومركز الأبحاث هو مركز إحالة ورعاية متخصص لمرضى وزارة الصحة وغيرها
من المؤسسات الصحية. ولقد قام المستشفى خلال السنوات العشرين الماضية بخدمة مواطنين
سعوديين كان من المفترض أن يتم علاجهم خارج المملكة لتلقي رعاية متطورة لحالاتهم
المرضية المعقدة. إن معظم الأطباء العاملين في المستشفى ، سواء من السعوديين أو غير
السعوديين ، هم من أصحاب التخصصات الفرعية الدقيقة المكتسبة بالممارسة
والدراسة. وقد تطورت خبراتهم وتوسعت من خلال تعاملهم مع حالات طبية معقدة على مدارة
السنوات الماضية. من ناحية أخرى ، فإن المستشفيات في مختلف مناطق المملكة تظم أطباء
وأخصائيي جراحة يتمتعون بخبرات تؤهلهم للتعامل مع أكثر الحالات الطبية تعقيداً. بيد
أن هناك حاجة لمساندة تشخيصية وعلاجية عاجلة من قبل خبراء التخصصات الفرعية الدقيقة
تومن هنا ، فإن الطب الاتصالي يقوم بتضييق الفجوة بين الخبرة الطبية وتقديم الرعاية
الصحية. وفي حالة الاستخدام الفعال لتقنية الطب الاتصالي ، سيتمكن المرضى من تلقي
الرعاية الصحية الأمثل في مستشفياتهم المحلية ، متجنبين بذلك تكاليف وعناء السفر
والانتقال. وهكذا فإن الطب الاتصالي يضمن تقديم الرأي الطبي السديد للمرضى ، بغض
النظر عن أماكن تواجدهم.



مركز الطب الاتصالي
بمستشفى الملك فيصل التخصصي


تم تأسيس مركز الطب
الاتصالي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لمساندة المتطلبات الطبية
الوطنية والدولية. تتمثل رسالة هذا البرنامج بتأسيس شبكة الطب الاتصالي السعودي
ومساندتها وترسيخها. أما هدف الشبكة السعودية للطب الاتصالي السعودية فيقوم على
تأسيس مراكز إقليمية للطب الاتصالي مجهزة بالمعدات القادرة على مساندة نقل نشاطات
علم الأشعة البعادي ، وعلم الأمراض البعادي إلى مركز الطب الاتصالي بمستشفى الملك
فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في المرحلة الأولى ، مع إمكانية الانتقال إلى المؤتمرات
الحية في المرحلة الثانية.


كما
تم دمج خدمات الطب الاتصالي ضمن ممارسة روتينية يمكن من خلالها نقل صور التصوير
المقطعي المحوسب أو بالرنين المغناطيسي أو شرائح الباثولوجيا لقراءتها في مستشفى
الملك فيصل التخصصي باستخدام تقنية التخزين والتحريك. وهكذا ، يصبح من الممكن
التوصل للتشخيص السليم ، والحصول على نتائج ذات طبيعة مهنية متقدمة ، دون حاجة
استقدام أعداد كبيرة من أصحاب التخصصات الفرعية في الأشعة والباثولوجيا للعمل في
مستشفيات المناطق المتلفة ، الأمر الذي سيمكن وزارة الصحة والمؤسسات الصحية الأخرى
من توفير مبالغ مالية طائلة. كما يعمل مركز الطب الاتصالي بمستشفى الملك فيصل
التخصصي ومركز الأبحاث على الاتصال بالمراكز الطبية الكبرى في العالم للحصول على
استشارات طبية حول الحالات الطبية المعقدة التي يعالجها أو تعالجها المستشفيات
الأخرى في مناطق المملكة.



التعليم عن بعد من
خلال وسائط الاتصالات


تعتبر المؤتمرات
الاتصالية وسيلة مفيدة لعقد برامج التعليم المستمر للعاملين في القطاع الصحي
المستشفيات الواقعة في مناطق أخرى. ذلك أن هذه النوعية من المؤتمرات تتيح إمكانية
الاتصال البصري والسمعي باتجاهين ، مع استخدام الشرائح ، وأشرطة الفيديو كما هو
الحال في أي قاعة دراسية. ومن خلال التعليم المستمر ، فإن تقنية الطب الاتصالي تعزز
قدرات العاملين في الموقع الأخرى ، وتقلل من إحساسهم بالانعزال المهني.


يقوم مركز الطب
الاتصالي بمستشفى الملك فيصل التخصصي بتوظيف خدمات الشبكة السعودية للطب
الاتصالي في براج التعليم الطبي والرعاية الصحية للأطباء المقيمين ، والأخصائيين ،
والممرضات والفنيين ، وغيرهم من العاملين في القطاع الصحي ، في مناطق المملكة
المختلفة من خلال بث نشاطات أكاديمية ، وندوات وورش عمل بصفة يومية. وسيصبح
باستطاعة مركز الطب الاتصالي في مستشفى الملك فيصل التخصصي الاتصال بمستشفيات
ومراكز صحية أخرى في المملكة بواسطة تقنية الاتصالات المتطورة صوتاً وصورة. إذ يصبح
باستطاعة المستشفيات في المناطق الريفية بالمملكة الاستفادة من برامج التعليم عن
بعد ، التي يقدمها خبراء في الطب والتمريض ، وغيرها من الاختصاصات الطبية
المساعدة. جدير الذكر أن برامج التعليم عن بعد ، تشغل حيزاً مهماً من تقنية الاتصال
الدولي. وسيقوم مركز الطب الاتصالي التنسيق مع عدد من المراكز الدولية لنقل
نشاطاتها الأكاديمية الرئيسة بصورة منتظمة ومباشرة ، بما في ذلك المؤتمرات ،
بمستشفى الملك فيصل التخصصي وغيره من مراكز الطب الاتصالي.


وباختصار فإن تقنية
الطب الاتصالي آخذة بالاتساع بشكل سريع مع تزايد في المجالات التطبيقية. ويسعى
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لتطويع هذه التقنية لخدمة مرضاه في شتى
أنحاء البلاد ، مما يجعل هذه التجربة رائدة بكل المقاييس.










No comments: