Friday, 13 November 2015

التحرش وما أدراك ما التحرش

كنت أعمل مع والدي - رحمه الله -  في بيع الملابس النسائية في فترة من فترات حياتي، وكنت أقضي أكثر من ثمانية عشر ساعة يوميا في مزاولة البيع والشراء. وكانت ألحظ أن المتحرشين بالنساء في ذلك الزمان كانوا من الطبقات الاجتماعية الفقيرة وأقلها تعليما، ولكن الأمر اختلف وتبدل في هذه الوقت، وأصبحنا نرى أن المتحرش من أعلى الطبقات الاجتماعية وأغناها وأكثرها تعليما، والأدهى والأمر قد يكون هذا المتحرش متزوج بأكثر من واحدة.

 كان المجتمع في السابق يأخذ العذر للمتحرش ويعزو ذلك بسبب الفقر وقلة التعليم، فما هو عذر المتحرشين هذه الأيام.

إن ظاهرتا  التحرش والابتزاز من قبل المدراء والمشرفين أصبحتا ظاهرتين تحتاجا إلى الدراسة ووضع قوانين وعقوبات رادعة وصارمة لهما تصل إلى الفصل والتشهير. ولكن للأسف الشديد أن الكثير من هذه الحوادث لا تبلّغ ولا تُوثّق، وذلك بسبب خوف الموظفات من الفضيحة أو الفصل من قبل المدير أو المشرف المتحرش.
يجب على الموظفة أن تضع حدًا وحاجزًا أمام الرجال عموما، وأن تقتصر معاملاتها على شؤون العمل، وعليها أن لا تلبس الملابس الفاتنة ولا تتبرج، ولا تخضع في القول فيطمع الذي في قلبه مرض، قال تعالى:  (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا).

وفي أثر لعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ـ رضي الله عنهما: (إن الله ليزعُ بالسلطان ما لا يزعُ بالقرآن)، لأن بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثّر فيه زواجر القرآن، ونهي القرآن، بل يُقدم على المحارم ولا يبالي، لكن متى علم أن هناك عقوبة من السلطان، ارتدع.

أطالب جميع المسئولين أخذ هذا الأمر بالجدية والمتابعة للحفاظ على بناتنا ونساءنا، وتعينهن في الأماكن المناسبة لهن وتميزهن على الرجال بتخفيض أوقات دوامهن، فللرجل وظيفة واحدة، وللمرأة ووظيفتان، بيتها وعملها.  
وبالله التوفيق ،،،


كتبه:
أسعد بن علي الريس
مدير خدمات الصحة الالكترونية
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث

No comments: