أخي الحبيب من أي الأصناف أنت؟
نتذكر جميع حادثة سقوط الأسهم وخسارة العديد من المساهمين ثرواتهم، فأصابهم ما أصابهم، فمنهم من وضع في مصحة للمجانيين، أو أصابته جلطة، جعلته مشلولاً طوال حياته، أو أصبح يحدث نفسه لليوم، وصار هذا التاريخ من الأيام السوداء التي لا تنسى، والغريب أن من هؤلاء المصابين من فقدوا آباءهم وأبناءهم وأزواجهم ولم يحدث لهم شيئاً، صلوا عليهم ودفنوهم ونسوهم، وحتى لم يعودوا يزوروا قبورهم، ولكن لا زالوا إلى هذا اليوم يتذكروا حادثة إنهيار الأسهم، ويتحسروا على ما فقدوه من مال.
فأخبرني أخي الحبيب من أي الأصناف أنت؟ هل أنت ممن جعل الدنيا في يده أم في قلبه؟ فطوبا لمن جعل الدنيا في يده لا في قلبه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: - من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة.
فأعلم أخي الحبيب أن برِّهما سبب في تفريج الكربات، ويدل على ذلك قصة الثلاثة الذين انطبقت الصخرة على فم الغار الذي هم فيه فتوسلوا إلى الله بصالح عملهم، فتوسل أحدهم ببره بوالديه والثاني بكمال العفّة والثالث بتمام الأمانة ففرّج الله كربتهم بزوال الصخرة عن فم الغار، والقصة في الصحيحين.
واذكر أخي الحبيب أن برهما سبب مغفرة الذنوب، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أصبت ذنبًا عظيمًا فهل لي من توبة؟ فقال: (هل لك من أم؟) قال: لا، قال: (فهل لك من خالة؟) قال نعم، قال: فبرّه
والأحايث في هذا الباب كثيرة ، فهما الآن في حاجة لدعاءك، وأختم بحديث حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) فكن أنت الولد الصالح.
كتبه: أسعد بن علي الريس
No comments:
Post a Comment