التمس العذر لإخوانك
يصاب أحدنا بمصيبة الموت، فينشغل أهل المصيبة بمصابهم، ويتشاورا متى يدفنوا ميتهم، وأين يصلوا عليه، وفي تلك اللحظات العصيبة، تأتيهم عشرات الاتصالات الهاتفية تعزيهم ... بل أقول تزيد من مصابهم وحزنهم وألمهم، والأسوء من هذا كله أن يسألوا كيف ومتى توفي الميت.
ينتشر الخبر ويتوافد المعزين للصلاة واتباع الجنازة والمشاركة في الدفن، فيحضر من يحضر ويغيب من يغيب ... وبعد الإنتهاء من مراسم الدفن و العزاء، يأتي الشيطان لأهل الميت بخيله ورجله ، فيبث سمومه وظنونه ، لما لم يحضر فلان، ولما غابت فلانه، وقد حضرتم أفراحهم وأتراحهم، فيبدأ اللوم والقطيعة ، فقد لا يكون الخبروصل إليهم، أو أن رسالة خبر الوفاة ضاعت بين الرسائل المرسلة لكثرتها هذه الأيام ، أو قد يكون الغائب مريضاً أو مسافراً، أو أخر التعزية لإنشغاله، ففاته العزاء وخجل أن يعزي متأخراً، ومنهم من إنشغل بالإختبارات، بل قد يكونوا حضروا الصلاة والدفن ولم يُنتبه إليهم لإنشغال أهل الميت بمصابهم ، فعلى أهل الميت أن يلتمسوا العذر لتغيب إخوانهم، "حبسهم العذر" ومنعهم من الحضور.
No comments:
Post a Comment