فكن أنت من الصابرين المحتسبين Be Patient

فكن أنت من الصابرين المحتسبين

 

لكوني أعمل بمستشفى، ولحسن ظن الناس بي، يدعونني أحياناً للتخفيف عن المصابين بأمراض عضال، أو حالة وفاة، فأذكرهم بالآيات والأحاديث التي تحث على الصبر، وما يلقى الصابر والمحتسب من أجر في الدنيا والآخرة، إلا أني أصر على المبتلى أن يكف عن البكاء والحزن وأن ينسى مصابه حال سماعه عظتي وتذكيري، ولكن بعد ما أصابتني مصيبة الموت، علمت بأن البكاء تنفيس، وأن الفراق صعب، وأن الأمر يحتاج إلى وقت و تدرج، يبدأ بالتعاطف مع المبتلى، يُشد على يديه، يُبعد عن مكان المصاب، يُحدث بهدوء، يُهمس في أذنيه بما أعد الله للصابر والمحتسب من أجر في الدنيا والآخرة، وأن الموت نهاية كل نفس، وأن الميت سيلقى ربا رحيماً غفوراً كريماً، وأن المرء يحشر مع من أحب، وأن الميت ابتُلي وصبر واحتسب، فكن أنت من الصابرين المحتسبين، ويُذكر بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ)