فَرِّق تَسُدْ
تعلمنا من أساتذتنا أن الإدارة فن وعلم وإشاعة للمعرفة والمحبة والروح الطيبة وزرع للثقة بين أفراد الإدارة.
إلا أن سوء اختيار المدير الغير كفء والذي ليس له علم ولا خبرة سابقة، يتخذ أساليب سيئة ومهينة ومتسلطة في إدارته لتغطية جهله، بزعمه أن الإفراط في استخدام القوة وإلقاء الأوامر وإشعار الموظفين بالمهانة والذل والتهديد، يمكن أن يجبر الموظفين على العطاء والعمل وإخراج كل ما لديهم.
فيدير إدارته بمفهوم إدارة المعارك الحربية ، "فَرِّق تَسُدْ "، "اضرب هذا بهذا"، التكتم على الأعمال والمشاريع ، وخلق التكتلات، فيشعر الموظف وهو في بيئة العمل وكأنه على أرض معركة حقيقية، فعليه قبل أن يدخل إدارته أن يرتدي لباس المعركة، فيرتدي واقي الرصاص وخوذة الرأس ويتسلح بأقوى الأسلحة الفتاكة للرد السريع في أي لحظة على خصومه (زملاؤه)، فيشعر وكأنه يمشي على حقل ألغام، ينظر تحته أكثر مما ينظر أمامه، يشك في من حوله، إن مرّ على أحدهم، سكت وأخفى مابيده، وتغير لونه وأغلق حاسبه، ولوكان على الهاتف، ارتبك وحاول تغيير الموضوع أو طلب تأجيل الموضوع لحين رحيله.
إذا اجتمع بهم رئيسهم، تحسبهم على قلب رجل واحد، يظهروا له الحماسة والتفاني، ويأمِنُّوا على كل ما يقول " القول قولك والشور شورك" وإذا خرجوا تهامزو وتلامزوا وأظهروا سوء سريرتهم وخبث طويتهم، واصمينه بالجهل والكبر، وأنهم سيُفشلوا خططه، ولن يقوده للنجاح
(تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ).
إذا أخذ مديرهم إجازة، اتخذوا من ذلك اليوم عيدا، وتمنوا عدم رجوعه، داعين الله عز وجل أن يبدلهم خيرا منه، وأن لا يبتلي به أحدا بعدهم.
بقلم
أسعد بن علي الريس
مدير مركز الصحة الالكترونية
مستشفى الملك فيصل التخصصي
ما خطت يميني وجهة نظر خاصة بي، إن كنت أصـــبت فمن الله وحـــــده؛ وإن أخطــــــأت فمن نفسي ومن الشيطآن
مفهوم
فَرِّق تَسُدْ
فَرِّق تَسُدْ هو مصطلح سياسي عسكري أقتصادي الأصل اللاتيني له
"divide et impera"
ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح
أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها كذلك يتطرق
المصطلح للقوى المتفرقة التي لم يسبق أن اتحدت والتي يراد منعها من الاتحاد
وتشكيل قوة كبيرة يصعب التعامل معها. وسياسة فرق تسد ليست بسياسة جديدة بل
هي قديمة قدم السياسة نفسها حيث طبقها السومريون والمصريون واليونانيون
القدماء لتفكيك قوى أعدائهم وتحييد هذه القوى من خلال توجيهها داخليا واحدة
ضد الأخرى. والاستعمار في شكله الحالي ومنذ نشأته في بداية سبعينات القرن
التاسع عشر طبق هذا الأسلوب القديم في السياسة لنفس الأغراض والأهداف ومن
أجل إضفاء الشرعية على احتلاله لبلد ما من خلال الظهور. ويبدو أن سياسة فرق
تسد تأتي بعد مرحلة فرق تغزو، لأن استعباد شعب ما والاستيلاء على أراضيه
وثرواته يتطلب أولاً إنهاك قواها العسكرية والاقتصادية لغرض تسهيل العملية
وتقليص تكاليفها. وهذا يتم عادة من خلال إثارة الفتنة الطائفية والتحريض
على العنصرية ونشر روح الانتقام بين الطوائف والطبقات المكونة لهذا الشعب
وإشعال حروب داخلية وخارجية تنتهى بإنهاك قوى كافة الأطراف.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
No comments:
Post a Comment