لم يطل"بلح الشام ولا عنب اليمن" التحفيز في بيئة العمل
التحفيز في بيئة العمل
شاهدت مع أبنائي برنامجاً مسلياً لعروض السيرك، وقد لفت انتباهي مدى العلاقة الوطيدة بين الحيوانات ومدربيها، كنت أرى نظرات المحبة والاحترام بينهم، فكان المدرب يأمرها فتطيعه، مسلمة راضية مبتهجة، وما أن يؤدي الحيوان المطلوب منه، حتى يبادر المدرب بإعطائه حافزاً تشجيعيا لما قام به من مجهود، والعجيب أن بقية الحيوانات حينما ترى ذلك تسارع إلى الأمام لتقديم عرضها! فيطلب منها الرجوع، فترجع راضية مختارة إلى مكانها، وهي تنظر إلى مدربها نظرة إجلال وتقدير.
ولكن في المقابل تتجاهل الكثير من المؤسسات جانب التحفيز لموظفيها اعتقادا منها بأن كل مايقوم به الموظف هو من أصل عقده، وقد دُفع له المقابل. وكذلك يرى الكثير منهم أن الحافز مالياً فقط ، ويُغفلوا الحافز المعنوي ... فلو لم تتمكن إدارته على منحه الحافز المالي أو ترقيته، فعلى الأقل أن تظهر له التقدير والاحترام وتقدم له بعض الامتيازات المعنوية والتشريفية.
ومع مرور الزمن يصاب الموظف بالإحباط ويقل أداؤه وتبدأ مشاكله مع إدارته، فيتفننوا في حصرها وإثباتها وأخذ الشهود عليها ليُستعان بها في اليوم الموعود. فيصبح مهددا بالفصل ولا يعد يفكر في الترقية. فلم يطل "بلح الشام ولا عنب اليمن".
ما خطت يمني وجهة نظر خاصة بي، إن كنت أصـــبت فمن الله وحـــــده؛ وإن أخطــــــأت فمن نفسي ومن الشيطآن.
No comments:
Post a Comment