صور من فساد أداري خفي Types of Hidden Corruptions

صور من فساد أداري خفي

 

يعتقد الكثيرون بأن المفسدين هم من يختلسون الأموال ويستقطعون الأراضي فقط، فهل هذا الاعتقاد صحيح، لنرى ذلك، ونبين أنواعاً من الفساد الذي قد يقع فيه بعض الصالحين فضلا عن غيرهم.

اعلم أخي أنك قد تسرق و تختلس كل يوم وأنت لا تشعر

من هذه الصور

الدوام وما أدراك ما الدوام

يخرج الموظف من بيته لإيصال أبنائه، ثم يداوم و قد تأخر نصف ساعة على الأقل، يوقع ثم يبدأ بتناول طعام الإفطار، ثم يجتمع مع زملاء المكتب على قهوة الصباح، ثم يذهب ليعمل قليلا ليأخذ بعدها الاستراحة الأولى ومدتها ربع ساعة، ثم يعمل قليلا ثم يذهب ليدخن، ثم يعمل إلى صلاة الظهر، يأخذ بعدها الصحف اليومية وينطلق، يصلي، يحضر أبناءه من المدارس، يتناول طعام الغداء، ثم ينام قليلاً إلى صلاة العصر، فيصلي بالعمل ليراه المسؤولون، ثم يرجع للمكتب لتناول الشاي مع زملائه، ويقضي قرابة نصف الساعة، ثم يوقع و ينصرف راشدا.

تقاسم الدوام 

الحالة الأولى: يتفق موظفان على أن يعمل أحدهما فترة الصباح إلى الظهر ثم يقوم زميله الآخر بالعمل من الظهر إلى نهاية الدوام.

الحالة الثانية: يعمل الموظف خمسة عشر يوماً متتالية و يعمل زميله الآخر خمسة عشر يوماً متتالية، ويحصل كل منهما على إجازة مدتها خمسة عشر يوماً متتالية.

العمل خارج الإدارة

يبدأ الطبيب الاستشاري الدوام بالمرور على المرضى، ويحضر جزء من عيادته، ثم ينصرف ليباشر عيادته في القطاع الخاص، ويكمل مساعده الإخصائي معاينة المرضى

يداوم (فني الأشعة ... المختبر ... الخ ) من بداية الدوام، ثم ينطلق للعمل في القطاع الخاص، ويغطي عن من هم تحت إدارته - والهاتف الجوال يقرب البعيد – أين أنت؟ قريب، خمسة دقائق وأكون عندك.

العمل الشخصي داخل الإدارة

العمل في الأسهم

إدارة مؤسساتهم الخاصة، مستخدمين مستخدميهم وسكرتارياتهم

التعامل مع الشركات والموردين

تقدم معظم الشركات لبعض الإدارت خدمات ومميزات تجعل ممن يأخذها أحيانا عبيداً أذلاء لهم، ومن ذلك تقديم وجبات إفطار وغداء أثناء اجتماعات القسم أو منح أجهزة وأثاث للإدارة غير متفق عليها في العقود المبرمة أو منح تذاكر سنوية لمدير الإدارة أولمن لهم اليد الطولى في طلب مستلزمات الإدارة والموافقة عليها.

خارج الدوام و حضور اللجان والانتدابات

يتساهل كثير من المدراء بمنح خارج الدوام، وأصبحت مثل البقشيش "الشرهة" حتى أنه يمنح الموظف خارج دوام ولو أنه لم يعمل، وكذلك تسجيل أنفسهم في العديد من اللجان والتي قد تتجاوز أحيانا عشر لجان للموظف الواحد، وينتدبوا أنفسهم وأقربائهم ومقربيهم، وتصبح هذه المميزات أعلى من راتبهم الشهري.

تسجيل حضور الساعات التعليمية

منح الساعات التعليمية لبعض موظفي الإدارات والعاملين بالمنشأة، دون حضور

استخدام أدوات وممتلكات وموظفي المنشأة

يستخدم بعض المسؤولين سيارات وموظفي المنشأة في خدمة منازلهم وأعمالهم الخاصة، بل تعد المناسبات والولائم وزراعة منازلهم وتنظيفها من مال المنشأة.

توظيف الأقارب والأرحام

تنتشر هذه الظاهرة كثيراً في مجتمعنا القبلي، وحال استلام المدير الجديد مهام عمله، يقوم بتوظيف الأقارب والأرحام حتى تكاد أن تتحول المنشأة إلى مقر اللقاء السنوي العائلي للقبيلة، لا يحتاجوا لزيارة بعضهم البعض في منازلهم، لأنهم مجتمعون في مقر العمل.

تقديم الخدمة بمقابل

ولا أقصد هنا الرشوة المباشرة، بل استغلال وظائف ومناصب المراجعين في الحصول على خدمات، فيتفانى الموظف في تقديم الخدمة للمراجع، وقد يؤخره قليلاً لإشعاره بصعوبة الأمر وبالمجهود الذي بذله، هذا بغض النظر إن كان الموظف مستحقا للحصول لهذه الخدمة أم لا.

التلاعب في أخذ ومنح الإجازات

منح إجازة رسمية والتوقيع عليها ووضعها في درج المكتب، ثم يتلف الطلب حال عودة الموظف.

صرف مقابل مالي للإجازات المتراكمة، مع العلم أن الموظف قد منح إجازاته السنوية بالكامل.

 

هذا غيض من فيض، وللأسف الشديد استمرأ الكثيرون هذا الأمر، وأصبح حال قولهم " فلوس الحكومة حلال" " على الأقل أننا نعمل ونأكل، وغيرنا يأكل ولا يعمل (أي يسرق)، أخذوا بمبدأ أن "الحلال ما حل بأيدهم".

 

فتنبه يا رعاك الله، ولا تضع في فيكَ وفيّ أبنائك مالا حراما، عن أبي هريرةَ - رَضِي اللهُ عَنْهُ - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ تَعَالَى: (يَأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا)، وَقَالَ تَعَالَى: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم) ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّماءِ يا رَبُّ.. يا رَبُّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ؟ )) رواه مسلم.

 

(اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك).

 

بقلم

أسعد بن علي الريس

 مدير مركز الصحة الالكترونية

مستشفى الملك فيصل التخصصي