Thursday, 24 September 2015

برامكة هذا العصر

برامكة هذا العصر 

  

فئة لا يمكن أن تعمل في النور أبدا، تبطن ما لا تظهر، تخطط بخبث للوصول لمرادها، تسعى للحصول على ما بيد غيرها بأي وسيلة كانت، ومن أظهر صفاتهم الغيبة والنميمة والحسد والتجسس، لهم قدرة عجيبة في السيطرة على رئيس العمل، ويضعون لذلك برنمجا بعيد المدى، ويصنعون لوبي من عدة موظفين، فإما أن يكونوا معهم أوضدهم، فمن لم ينضم معهم ساموه سوء العذاب بعد سيطرتهم على المدير ... توقف ترقيته، وتُبدل حسناته سيئات، ويُتابع متابعة حثيثة في الحضور والانصراف، ويُكلف بأصعب الأعمال وأدناها، ولا تُغفر له زلة.

ولكي يتقبل منهم المدير الرسالة، يُظهروا حسن النية باستخدم أسلوب "ولكن" في تعاملاتهم ... مثل أن يقولوا: أن فلانا من أنشط الموظفين في الإدارة "ولكنه" غليظ مع زملائه، أو أنه يعمل كثيرا "ولكنه" يُثقل على زملائه بالعمل ... وهكذا يستمر أسلوب "ولكن" حتى تتشوه صورة الهدف، فيبدأ المدير بتصديق الكذبة ووضع الحواجز، ثم يُسحب الإشراف منه، ويُهمش، وتُحول معاملاته للفئة المستنفعة.

وجدت هذه الفئة أذن تسمع وقلب يصدق مما ساعدها على تحقيق مرادها، وللأسف الشديد أن المدير لم يعمل بقوله سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا).

ويمكن لهذا الموظف أن يقضي سنوات عديدة بدون تكليف يُذكر، ويُضيق عليه لحمله على الاستقاله، فإن لم يستجب عُرض عليه الشيك الذهبي ... فإن حاول أن يشتكي أو يُوصل صوته، حينئذ يأتي دور اللوبي، وتأتي شهادات الزور من كل صوب وحدب، فيتمنى أنه "كسرسيفه ولزم بيته وبكى على خطيئته" فليس له إلا أن يقول (رب إني مغلوب فانتصر).

 ما خطت يميني وجهة نظر خاصة بي، إن كنت أصـــبت فمن الله وحـــــده؛ وإن أخطــــــأت فمن نفسي ومن الشيطآن.

 
بقلم
أسعد بن علي الريس
مدير مركز الصحة الالكترونية
مستشفى اللك فيصل التخصصي

 

 

No comments: