أطعم الفم تستحي العين

 

يحرص بعض المسئولين على تولية مناصب مهمة لموظف ضعيف الشخصية والإرادة ومستنفع، بحيث يمكن السيطرة عليه وتوجيهه، كما يغدق عليه بالمكافآت وخارج الدوام والانتدابات الوهمية وحضور المؤتمرات الخارجية ... ، فيتمكن من كسب ولاءه وحفظ أسراره وتسيير أموره في المستقبل، فيصبح بيده  كالميت بين يدي المغسل أوكالورقة في مهب الريح. 

ومع مرور الأيام يبدأ بسحب سلطاته وصلاحياته منه، حتى يجعله ضعيفا عاجزا عن إدارت إدارته فضلا عن من هم تحته، بل يقوم بمنح هذه السلطات بطريقة مبطنه لسكرتير الإدارة، فيصبح هذا السكرتير المدير الخفي الفعلي للإدارة، ورادارا يرصد كل كلمة أو حركة، ويجعل لذلك دواوين، تظهر في وقت الحاجة.

 كما يقوم بتكليف المدير الصوري بكل ما هو هامشي، فيحضر اللجان الاعتيادية التي يمكن له أن يغفو  فيها وكتابة رسائل التهنئة والعزاء. ويصبح دوره الرئيس أن تمرر من خلاله أوامر الشراء والمناقصات والمشاريع والدراسات المشبوهه، فهو الآن لا يستطيع أن يقول "لا" خوفاً من سحب المميزات المالية والإدارية منه - أطعم الفم تستحي العين.

جميع هذه الأمور تتم بطريقة نظامية لا رشوة صريحة فيها، فقط اتفاق صوري ذهني غير معلن،
توافق وتوقع على المعاملات تحصل على المزايا   

بقلم
أسعد بن علي الريس
مدير مركز الصحة الالكترونية
مستشفى الملك فيصل التخصصي

 

ما خطت يمني وجهة نظر خاصة بي، إن كنت أصـــبت فمن الله وحـــــده؛ وإن أخطــــــأت فمن نفسي ومن الشيطآن